عشرة آلاف

انشودة المطر

انشودة المطر

انشودة المطر

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السَّحَرْ
أو شُرفتانِ راحَ ينأى عنهما القمرْ
عيناكِ حينَ توسوسانِ تقطرانِ
قطرةً فَقَطرةً من ندىً عابِرْ
فتَحُسُّ الرّوحَ مرجوعَةً تُنادي
أَمَطرَ؟ أَمطَرَ؟ أَمطَرَ؟

وصِيحاتِ الكُوى، إِذا أَمطَرَ غَسَقاً
والنِّياحِ الرّيحِ إِذا هَطَلَتْ مَطَراً
تُنادي أَنا يا لَيْتَ يا لَيْتَ يا لَيْتَ
ما أَصابَ القلوبَ في مَطارِحِها
أَجَلْ لَسْتُ أَشكوها إلى أَحَدٍ
ما عداكَ، يا أَيّها النَّدَى المُنتَظَرْ

أَتَعلمينَ أَيَّ حُزْنٍ يَبْعَثُ المَطَرْ؟
وكيفَ تَنشَجُ المَزاريبُ إِذا انهمرَ؟
وكيفَ يَشْعُرُ الوَحيدُ فيهِ بالضَّياعْ؟
وكيفَ تُغْرَقُ المَدائِنُ في بِحارِ دُموعْ؟
وكيفَ يُصْبِحُ العِراقُ حقلاً من زُهورْ؟

مَطرْ.. مَطرْ.. مَطرْ..
في العراقِ جوعْ
يزدَرِي أَيَّ نِعْمَةْ
وَيحْصدُ الأَعْمارَ، ويَهْدِمُ البيوتَ
مَطرْ.. مَطرْ.. مَطرْ..
في العراقِ ريحٌ بارِدَةٌ
تهُبُّ منَ الجَنوبْ
تَجْرفُ القُرى، وتُغْرِقُ السُّفُنَ
مَطرْ.. مَطرْ.. مَطرْ..
في العراقِ رَعْدٌ وبرقٌ
يَشُقّانِ السَّماءَ
ويُخيفانِ الأطفالَ
مَطرْ.. مَطرْ.. مَطرْ..

ولكلِّ قطرةٍ حكايَةْ
عنْ صِراعٍ وعِناقْ
عنْ دُموعٍ وأَشواقْ
عنْ غُربَةٍ وفِراقْ
عنْ وَعدٍ بالخَلاصْ
عنْ بَسْمَةٍ على شفاهِ الموتى
مَطرْ.. مَطرْ.. مَطرْ..

كأنَّكَ قَطْرَةٌ في بَحرٍ مِنْ عَيْنَيّ
وكأنَّكَ قَلْبٌ يَنبِضُ في جَسَدي
وكأنَّكَ رُوحٌ تسكُنُني
مَطرْ.. مَطرْ.. مَطرْ..

يا نَخيلَ العراقِ، أَنتَظِرُ المَطَرْ
فَيَأتي لِيَغْسِلَ الأَحزانَ
وَيُنْبِتَ في الصَّحراءِ أَوْراقَ الشَّجَرْ
وَيُعِيدَ الأَملَ إلى القلوبِ
مَطرْ.. مَطرْ.. مَطرْ..

معلقات انشودة المطر

 

 

 

انشودة المطر

ملفات للتحميل

File Description File size Downloads
انشودة المطر انشودة المطر
615 كيلوبايت 3
Exit mobile version