قصة اصحاب الفيل

قصة اصحاب الفيل: معجزةٌ إلهيةٌ لحمايةِ الكعبةِ

قصة اصحاب الفيل: معجزةٌ إلهيةٌ لحمايةِ الكعبةِ

في جزيرةِ العربِ، قبل مولدِ نبيّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم بخمسين عامًا، حدثتْ قصةٌ عظيمةٌ تُخلّدُ قدرةَ الله تعالى على حمايةِ بيتهِ الحرامِ. تلك هي قصةُ أصحاب الفيل، التي تُعدّ من أشهرِ الحكاياتِ الإسلاميةِ.

في ذلك الزمان، كان اليمنُ يُحكمُهُ ملكٌ مسيحيٌّ يُدعى “أبرهةُ الأشرم”. وبنى أبرهةُ كنيسةً عظيمةً في صنعاءَ أسماها “القلّيس”، واشتهى أنْ يُصبحَ الناسُ يحجّون إليها بدلًا من الكعبةِ المشرفةِ في مكةَ المكرمةِ.

ذات يومٍ، دخلَ أحدُ العربِ كنيسةَ القلّيسِ وقامَ بقضاءِ حاجتهِ فيها. غضبَ أبرهةُ من ذلك غضبًا شديدًا، وقرّرَ هدمَ الكعبةِ المشرفةِ ثأرًا لما حدثَ. جهّزَ أبرهةُ جيشًا عظيمًا ضمّ فيلهُ المشهورَ “محمودًا”، وسارَ قاصدًا مكةَ المكرمةَ.

عندما وصلَ جيشُ أبرهةَ إلى مشارفِ مكةَ، خرجَ قريشٌ لملاقاتهِ، وحاولوا منعهُ من دخولِ المدينةِ. لكنّ أبرهةَ أصرّ على ذلك، متوكّلًا على جيشهِ وفيلهِ العظيمِ.

تقدّمَ أبرهةُ وجيشُهُ نحوَ الكعبةِ، لكنّ الفيلَ “محمودًا” رفضَ التقدّمَ. حاولَ أبرهةُ حثّهُ بكلّ الوسائلِ، لكنّه لم يُحرّكْ ساكِنًا. أيقنَ أبرهةٌ حينها أنّ اللهَ تعالى يُدافعُ عن بيتهِ الحرامِ، فأمرَ جيشهِ بالرجوعِ.

لم يكتفِ اللهُ تعالى بمنعِ أبرهةَ من هدمِ الكعبةِ، بل أرسلَ عليهِ جيشًا من طيورِ الأبابيلِ تحملُ حجارةً من سجيلٍ. ورمتْ تلك الطيورُ جيشَ أبرهةٍ، فجعلتْهم كعصفٍ مأكولٍ.

هكذا حما اللهُ تعالى الكعبةَ المشرفةَ من عدوانِ أبرهةَ وجيشهِ، وخلّدتْ تلك الواقعةُ قدرةَ الله تعالى على حمايةِ بيتهِ الحرامِ. وسُمّي العامُ الذي حدثتْ فيهِ هذه الواقعةُ عامَ الفيلِ، ونُبِئَ فيهِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

إنّ قصةَ أصحاب الفيلِ هي تذكيرٌ لنا بقدرةِ الله تعالى وعظمتهِ، وأنّهُ لا يُغالبُ. كما تُعدّ هذه القصةُ دليلًا على حمايةِ الله تعالى للكعبةِ المشرفةِ، وأنّهُ سيحفظُها من كلّ عدوانٍ.

ختامًا، يجبُ علينا أنْ نتعلمَ من هذه القصةِ أنّ الله تعالى قادرٌ على كلّ شيءٍ، وأنّهُ يُدافعُ عن عبادهِ المؤمنينَ. كما يجبُ علينا أنْ نحترمَ الكعبةَ المشرفةَ ونحميها، فهي بيتُ الله تعالى ورمزُ وحدتنا وإيماننا.

سورة الفيل

ملفات للتحميل

File Description File size Downloads
قصة اصحاب الفيل قصة اصحاب الفيل
3 ميغابايت 11